المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

إيهاً أيها العراقي..!

صورة
  إيهاً أيها العراقي..!        فطن الناس قديماً إلى أن السمع نافذةٌ إلى صميم القلب، وسبيلٌ إلى أصل الاعتقاد، فـبه تُغيّر الأفكار وتقلب المبادئ ويُسَيطَر على الإنسان؛ فتغيرت لذلك صيغ التعبير وتنوعت، فمن كلام وشعرٍ وخطابة، وكل واحدة منها اندرج تحتها أقسام عدة، وكلها تصب في نفس الغرض؛ النفاذ إلى القلب بأمرٍ أو شرحٍ أو غرضٍ أو تهييجٍ أو تصويب .. وهو الأمر الذي لم يغب عن مخيلة المستشرقين -طليعة المستعمر الغربي- وخواطر المستغربين -أذناب المستعمر الغربي بيننا-، فتعددت رسائلهم إلينا وتنوعت خطاباتهم في تعظيم الغربي وخصاله، وما ذلك إلا لتصغيرنا في أنفسنا، وتحقيرنا في أعيننا، فنصير أذل من أن ننفض غبار المهانة ونثور، ونكسر قيود التبعية ونصول .. ومن أشهر تلك الرسائل التي تم "برمجة" عقولنا اللاوعية بها هي أن الرجل الغربي المتحضر يقرأ في السنة كذا وكذا كتاب، فهو مثقّفٌ مطّلعٌ، قاده علمه واطلاعه إلى هذا الرقي الفاتن والحضارة الجذابة. ثم خرجت الدراسات الكاذبة والأبحاث الغربية المنحازة لتدعم هذه الفرضية، وبناء عليها أصبحنا نتمرغ في مازوخية قذرة، يجلد أحدنا قومه وبني جلد...

100 عام على وفاة الرجل المريض

صورة
100 عام على وفاة الرجل المريض        مئة عام .. يالها من سنين طويلة ذقنا فيها من البأساء والضراء ما أنسانا عزنا القديم ومجدنا التليد..! لم يكن تاريخ الأمس تاريخاً عادياً، ففيه أكملت أمتنا 100 عام على وفاة ذلك الرجل الذي صارع مرضه قرنين دون علاج، إلا المسكنّات لتأخير نهايته المحتومة، من بعد قوته وعزه .. ولكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ. ذهبت الخلافة العثمانية بحسناتها المشهودة وسيئاتها الكثيرة المهولة، لتتركنا وبلداننا وحدنا كأيتام لا حامي لهم ولا معينٍ، فتمزَّقنا كل ممزقٍ، وراح كل بلدٍ منا يتجرّع المرّ ألواناً؛ محاولاً الصمود في وجه طوفان الحداثة القادم من الغرب بدباباته وعلومه، فتغيرت بذلك أحوالنا وتهجّنت هُوياتنا، فصرنا نُشبِه بعضنا في العَرَض دون الجوهر. السلطان عبدالمجيد الثاني آخر خليفة للمسلمين عام 1924م كم من دماءٍ لنا أريقت وأعراضٍ هُتكت وبلادٍ اكتُسِحت وأخلاقٍ مُسخت في مئة عام فقط، وإني لأظن أن الأمة في مطلع القرن العشرين كانت أسوأ حالاً منها إبان غزو المغول لبلادنا وحرق بغداد عاصمة الخلافة .. لقد وصلنا إلى حضيضٍ لم نصله من قبل، وإن بيننا وبين الغربي الق...