المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2021

القيم الذاتية والمناطقة والمساواة وأشياءٌ أُخَر

صورة
القيم الذاتية والمناطقة والمساواة وأشياءٌ أُخَر كنت قد عقدت العزم على نشر المقالات بشكلٍ منتظم، وستُبدي الأثاليث [1] لنا (وأنا معكم) أَصَدَقَ هذا العزم أم كان من الكاذبين .. وأسأل الله جل وعلا أن يعينني على أن أُرغِم نفسي وأروضها فتطيعني هي؛ وليس العكس، وقد صدق الشاعر [2] حين يقول: والنفس كالطفل إن تُهمِله شبَّ على ** حُب الرّضَاع، وإن تَفطِمه ينفطِمِ   منذ أيام؛ مررتُ ببصري على وُرَيقات [3] قد خُطّ فيها أسطراً عن ما يعرف اليوم بـ"القيم الذاتية"، وهذا المصطلح أصبح يرِدُ في كثير من علوم العصر كالإدارة والاجتماع والنفس وغيرها، وتكمن أهميته في قدرته على السيطرة على سلوك الإنسان وتوجيهه. والقيمة لغةً تتضمن معانٍ عدة، مدارها حول الثمن والقدرة والأهمية والقَدر، وهذه القيم في حقيقتها هي أهدافٌ نطمح إليها فنسير من أجلها وفق ما تقتضيه طرقها، وبحسب سمو هذه الأهداف يتبين لنا  معنى وجودنا في هذه الحياة  ويزداد تقديرنا لأنفسنا، فطالب العلم مثلاً يبذل قصارى جهده في سبيل تحصيله وهو يشعر أن قيمته هي فيما يسعى إليه وفيما يتطلع له عند ربه، فتظله سحائب سلامٍ داخلي تُنزل عليه ...

تأثير هوثورن وقلب المؤمن ..!

صورة
 تأثير هوثورن وقلب المؤمن ..!   كنت قد أزمعت أمري [1]  منذ أيامٍ على العودة لكتابة المقالات، لكنني كنت دائماً ما أخسر معاركي مع ذلك العدو اللدود والداء العضال المدعو "التسويف"، فعقدت العزم هذه الليلة على أن أسوّد ورقتي، وها هي الآن أناملي تنسج ما يجول في خاطري لتصنع ثوباً أنيقاً (أو هكذا أظنه) يسر الناظرين. أستميح قرائي الأعزاء عذراً بأن أتكلم عن نفسي قليلاً، رغم أنني أعلم أن استخدام كلمة "أنا" بكثرة كريهٌ على المسامع، وثقيلٌ على النفوس، ولكن لا مناص من ذلك، فهذا هو حال الأديب الكاتب؛ يكتب ما يخالجه من شعور وما يهيج داخله من عواطف فيقرأها القارئ ويتعجب، يظنها كأنما كُتِبت وصفاً لما بداخله هو لا ما بداخل الكاتب، فيُحس بطمأنينة عجيبة تسري في جسده وتمر على قلبه فتحط فيه رحالها، أشبه بتلك الراحة التي يشعر بها من بثّ حزنه وألمه إلى حبيب أو صديق ليقاسمه ما به؛ وقد قال الشاعر [2] : ‏ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَةٍ   * * *   يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّعُ وهذا دأب الأديب وقدره، أن يكون كتاباً مفتوحاً يقرؤه الجميع، وسِيفُ بحرٍ [3] يغشاه كلّ م...