ربع قرنٍ قد مضى !
ربع قرنٍ قد مضى ! يسألني أحدهم؛ أين مقال الأسبوع يا عبدالله؟ ، ولم يدرِ أنني مشغول البال به منذ أيام ، لماذا انشغلت به؟ ، لأنه مرتبطٌ بي هذه المرة، فلقد أتممت من حياتي ربع قرن ! .. يا له من شعورٌ يثير الرهبة ! .. عند التفكر قليلاً يتضح مدى قرب حياتي من النهاية، ولا أدري لماذا يفرح المرء في يوم ميلاده!، فالواجب عليه أن يحزن لاقتراب نهايته أكثر وأكثر، لا أن يفرح بها، وكما قال الحسن البصري رحمه الله: "يابن آدم ؛ إنما أنت أيام، فكلما ذهب يومك ذهب بعضك" .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ " ولقد مضى إذن من العمر ثلثه الأول، ثلث الشباب والصبى، ثلث الحنان والرعاية، وابتدأ ثلث الأحمال والأثقال، ثلث الحصاد وجني الثمار .. فمالذي سأجنيه أنا؟ ، ثم إنني أقول كلامي هذا مع التسليم جدلاً بحتمية بلوغ الستين والسبعين، وإلا فالأمانة قد تؤخذ في أي لحظة ! .. أتفكر فيما مضى من حياتي؛ فلا أجد فيها ما أعزي به نفسي من خير الدنيا أو الآخرة، فلا علم دنيا يشار إلي به بالبنان ، ولا...