العجوز الصينية وكأس العالم !

العجوز الصينية وكأس العالم ! أسير وحيداً في قلب مدينة كالغري المكتظة نهاراً، أفكر فيما مضى وما هو آت، أنظر في حالي وفي غيري، أصارع عقلي المشتت، تارة يسيطر علي وتارةً أسيطر عليه .. يستفزني ما أراه من حولي فيزداد عقلي شتاتاً .. لكأن قدمي تسير بإرادتها وأنا غير آبهٍ بها، ولم يُعِد إلي وعيي لما حولي إلا تلك العجوز الصينية ! .. وقفت أمامي بابتسامة البؤساء، وأخاديد وجهها التي حفرتها السنين .. تنظر إلي وبيدها ورقةً تمدها وهي تُتمتم بما لا أفقهه، تخونها لغتها الإنجليزية فتمزج بها لغتها الصينية، لم تكن تظن في سالف الأيام أنها ستحتاج هذه اللغة الأجنبية يوماً ما، لكن الزمان يأبى إلا أن يدور دورته واضطرها وهي في أرذل العمر لئن تقف في قارعة الطريق تستجدي من "ينصت إليها" .. عفواً .. أقصد من يصبر عليها .. أخذت منها الورقة وقلبتها بين يدي محاولاً معرفة ما تريد، فوجدتها ورقة لتجميع التوقيعات، وهي تحاول أن تطلب مني أن أوقع لها في الورقة .. هنا التفت ناظراً إليها شزراً ..! وحاولت الاستفسار منها عن القضية التي يُجمع لأجلها هذه التوقيعات، لئلا أشارك فيما يتعارض مع مبادئي وديني كالانتصا...