المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2021

عيد الشكر وزجاجة خمرٍ في يدي !

صورة
  عيد الشكر وزجاجة خمرٍ في يدي ! إن مقال اليوم به اعترافٌ وتاريخٌ وقصةٌ وشعر ، فيبدو أني مطيلٌ قليلاً فأعتذر منكم يا قرّائي الأعزاء مقدماً .. أبدأ حديثي بالرجوع للوراء للقرن الـ15 وال16 الميلادي ، إلى بريطانيا التي كان يحكمها آنذاك الملك هنري الثامن ، أحد أشهر الملوك وأكثرهم تأثيراً ، والذي ما زال أثره باقياً إلى يوم الناس هذا ، وإني مُفردٌ لسيرة هذا الملك العجيبة صفحات وصفحات قريباً إن شاء الله .. الملك هنري الثامن عموماً هنري الثامن هذا كان في شبابه أثناء ولايته للعهد رمزاً للفروسية ، وقوته وهيبته بين رجاله لا شك فيها .. لكنه في أحد الأيام سقط عن جواده وأصيب إصابات بالغة كادت تودي بحياته ، وكان من آثار هذا الحادث أنه ترك الفروسية للأبد ، فبلغت به البدانة والسمنة المفرطة مبلغاً عظيماً حتى وصل خصره إلى 137 سم ! .. وتم تتويجه ملكاً بعد وفاة أبيه سنة 1509م .. تمضي السنين بالملك هنري وهو ليس له ولد يرث عرشه ، فزوجته لم تنجب إلا ابنة وحيدة ، فأراد الملك أن يتزوج الثانية لتنجب له ابناً ، وهذا محرم عند المسيحيين ، ثم إنه فوق ذلك أراد أن يتزوج الأميرة كاثرين أرملة أخيه الأمير آرثر...

رأيت إسلاماً بلا مسلمين !

صورة
رأيت إسلاماً بلا مسلمين !   كان الشيخ محمد عبده رحمه الله قد فرّ من مصر إلى فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر هو والشيخ جمال الدين الأفغاني وعدد من العلماء بعد بطش الخديوي توفيق بجماعتهم وغدره بهم، وذلك بعد دعمهم وتأييدهم لثورة عرابي ضد المستعمر الإنجليزي .. الشيخ محمد عبده رحمه الله على اليمين؛ الخديوي توفيق ملك مصر على اليسار؛ عرابي أحمد عرابي قائد المجاهدين ضد الاستعمار الإنجليزي  وفور وصوله لباريس مدينة النور أصابه ما يصيب أغلب المسلمين المهاجرين إلى أوروبا من صدمة حضارية وثقافية ؛ فجعلته مبهوراً بكل ما يراه ، مفتوناً بأبسط الأمور كالجد في العمل والاستيقاظ مبكراً والحفاظ على المواعيد وغيرها من الأمور الظاهرة والمشَاهدة للكل ، وفي تلك الفترة كان الفارق الحضاري بين الشرق والغرب مهولاً ، أسوأ من أيامنا هذه بمراحل! ، فكان وقع الدهشة عليه عظيماً ، حينئذٍ قال كلمته الشهيرة : "رأيت إسلاماً بلا مسلمين !" .. لم يكن يدري الشيخ رحمه الله أن كلمته ستكون بمثابة العذر لملايين المسلمين المنسلخين من كل القيم الإسلامية بعد أن وطئت أقدامهم تراب الغرب ، والمشكلة الكبرى أن أغلبهم لم يأخذ...

العمل ورينيه ديكارت ونهضة الأمة وأشياءٌ أُخر

صورة
العمل ورينيه ديكارت ونهضة الأمة وأشياءٌ أُخر    كل واحد منا (أو هكذا أعتقد) يُمنّي نفسه بتحقيق المنجزات العظيمة، ويزيد على الدنيا شيئاً لئلا يكون زائداً عليها كما قال الرافعي، وكل ذلك مؤطّر بإطار زمني محدود مجهول، ينتهي بمجيء سارق الأرواح كعادته دون إنذار؛ فيعلن عن نهاية حياة هذا الجسد ورد الأمانة إلى صاحبها الأول ، ولذلك يسير المرء منا مجتهداً مسرعاً كأنما يتدارك الوقت الذي يؤمن أنه قصير -سواء أقرّ بذلك أم لا- قبل أن يتخطّفه الموت بغتة وهو لا يشعر .. ولعل الحكمة في إخفاء وقت النهاية لكل منّا كما نص عليها ابن قدامة هو لترغيب المرء في السعي الحثيث لإعمار الأرض بدلاً من أن يتنغّص حاله وينشغل فكره بالنهاية الكئيبة، فيتوقف بسببها عن الجد والعمل ، ومثلها في ذلك مثل وقت ليلة القدر وساعة الجمعة ووقت نزول الله سبحانه وتعالى كل ليلة وغيرها من الأوقات التي كان إخفاؤها داعياً إلى الاجتهاد والعمل ، ويا سعده وهناءه من كان سعيه وعمله في حياته هو طلب الغاية الأسمى والسلعة الغالية ؛ الجنة. يا خاطب الحور الحسان وطالباً ** لوصالهنّ بجنة الحيوانِ أسرع وحث السير جهدك إنما ** مسراك هذا ساع...