المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2024

العرب واختلال عقائدهم وفشو الذلة فيهم

صورة
  خاطرة: العرب واختلال عقائدهم وفشو الذلة فيهم   أفكّر خالياً؛ ما الذي يجعل المرء منا يتلذّذ بتبعيته وخضوعه لإنسانٍ مثله، وقد كان آباؤنا العرب قديماً أنفر الناس عن الخضوع وأصعبهم انقياداً وأشرسهم اعتداداً، ولا يجمعهم إلا نبي مؤيد، فكيف صار كثيرٌ منهم اليوم أطوع الخلق للخلق وأذل الخلق للخلق ؟! إن المتأمل في حال الشيعة وما هم عليه من تأليهٍ لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورفعهم فوق منزلتهم التي وهبهم الله إياها، والمتأمل في حال الصوفية وعبوديتهم لأوليائهم = ليتعجّب أيما عجب حين يتذكّر أنهم والعرب القدماء سلالة واحدة بعضها من بعض..! لو كان ابن خلدون "جلّاد العرب" موجوداً في أيامنا لِيرى ما وصل إليه حال العرب من الذلة والخنوع والعبودية؛ لَتراجع عن كثيرٍ من أقواله وأحكامه الجارحة في حقهم، فلم يعودوا كما كانوا في نظره ذوي همم وطامحين للسلطة والزعامة، أو نافرين من التبعية، أو متوحشين في عيشهم وتعاملهم؛ فقد انقلب حالهم، وتبدل أمرهم، وسبحان من خلق هؤلاء وخلق أبناءهم..! وارتبط هذا الانحدار بخلل العقيدة عند الناس وغبشها، واستغلال لحى السوء وعمائم الدجل لهذا الضعف بتوجيه ال...

أفول شمس المذهب الزيدي ومعضلة آل البيت مع الحُكم

صورة
  خاطرة: أفول شمس المذهب الزيدي ومعضلة آل البيت مع الحُكم   لطالما كان المذهب الزيدي هو السمة الأساسية لأهالي شمال اليمن طوال 1200 سنة، منذ مجيء عمرو بن لُحي اليمن إلى صعدة، وأعني به يحيى بن الحسين الرسي، الذي لقب نفسه بالهادي إلى الحق، وهو إلى الضلال أقرب، فأتى بالمذهب الزيدي ونشره في ربوع البلاد اليمانية النائية عن ساحة الصراع السياسي، والمعزولة عن بقية العالم، فوجد فيها مرتعاً له ولأقربائه، فاستغلّوا نسبهم الشريف بأن مكّنوا لأنفسهم في البلاد، واتخذوه سلّماً لتحقيق أطماعهم السياسية والحصول على مكانة اجتماعية. ولم تكن المصيبة هي جلبه للمذهب الزيدي مجرداً، إذن لهان الخطب؛ وإنما جلبه إياه ممزوجاً بالعقيدة الاعتزالية، فصارت اليمن بسببه -عليه من الله ما يستحق- قلعة من قلاع الزيدية والمعتزلة في العالم لألف سنة، والنصوص في كفر المعتزلة تواترت عن أئمة السلف رضوان الله عليهم منذ القرن الأول، وهذا هو الخطب الجلل وإنا لله وإنا إليه راجعون.  لذلك يخلط الكثيرون بين قول السلف أن (الزيدية أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة) مع زيدية اليمن التي أتى بها يحيى الرسي، وهذا بلا شك خطأ فا...

موجز حكاية العثمانيين في اليمن (9): مؤامرة الأمير صلاح ضد العثمانيين في حصن الطويلة

صورة
موجز حكاية العثمانيين في اليمن (9): مؤامرة الأمير صلاح ضد العثمانيين في حصن الطويلة   ذكرنا فيما سبق فرار أمير كوكبان محمد بن أحمد الزيدي إلى الطويلة، وأنه أرسل عبده النقيب سنبل بمن بقي من جند كوكبان ومعهم جيش الأمير عبدالله بن المطهر؛ إلى لقاء الأمير عبدالرحيم، فاستطاع الأخير أن يكسرهم ويأسر منهم الكثير .. وبعد هذه المعركة لم تطل أيام الأمير محمد بن أحمد فوافته المنية في تلك السنة، فاستخلف الوالي سنان باشا على كوكبان الأمير إسماعيل بن أحمد وهو أخو محمد المتوفى، لكن إسماعيل كان عليلاً يعاني مرضاً مزمناً وهو الحصار (احتباس الفضلات الجسم وصعوبة إخراجها)، فلذلك كان ضعيفاً لا يقوى على الحركة وركوب الخيل بسهولة، ملازماً لفراشه معظم الوقت، لكن سنان باشا ولّاه رغم ذلك لثقته التامة فيه، ويقينه بأنه لن يغدر به، وهذا ما يحتاجه الباشا في تلك النواحي المشتعلة بالحروب. ولم يترك سنان باشا واليه الجديد الأمير إسماعيل بلا مساعدة، بل أمدّه ونصره بالعساكر والعتاد، ثم أمره بأن يولّي على الطويلة من يثق به ليعينه على الولاية، وأشار عليه بالأمير صلاح بن المطهر بن صلاح بن شمس الدين الزيدي، فاست...

موجز حكاية العثمانيين في اليمن (8): عبدالله بن سعيد الطير شيخ وادعة يُحْيي ثورة القاسم من جديد

صورة
  موجز حكاية العثمانيين في اليمن (8): عبدالله بن سعيد الطير شيخ وادعة يُحْيي ثورة القاسم من جديد   إن تبدل الولاء وتغيره المستمر سمة جلية عند زعماء القبائل الذين لم يتمدنوا أو يتعلموا، فيغلب على أمثالهم ضعف الوازع الديني وسيطرة بوصلة المصلحة على القلب، فأينما توجهت توجهوا، وقليلٌ منهم من يشذّ عن هذه القاعدة ويحكّم مبادئه ودينه، لا مصلحته وشهوته ..  وهو أيضاً من الأمور الجلية الظاهرة في الصراع الإمامي العثماني في اليمن، حيث كان أغلب الأمراء الزيود ومشائخ القبائل مذبذبي الولاء بين هذا وذاك، الأمر الذي استمر بين الساسة في اليمن حتى بعد زوال الدولة العثمانية من الوجود، بل إلى نهاية عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي كان رأساً في هذه الألاعيب القذرة.   لم يهنأ الإمام القاسم بن محمد منذ قيام ثورته بانتصارات متتالية تقر بها عينه، أو بمواقع حصينة له ولأنصاره مثلاً وتكون عصية على العثمانيين، أو بكتائب قوية تكون رمحه الذي يقذفه في صدور من أراد من أعدائه، فما هي إلا خسائر متلاحقة وأنفس تُزهق ودماء تراق وأشلاء متطايرة، وأما انتصاراته فهي قطرات أمام بحر دماء أتباعه،...